كان جالسًا على المقعد منتظرًا - كالآخرين- أتوبيسه..(أتوبيس الشعب) كما أطلق عليه. وكنت بجواره، تبادلنا ذلك الحديث العابر عن الساعة، والوقت، والتأخر الدائم لأتوبيسه، وأيضًا عن موجة الحر الشديدة التي بدأت تهلّ علينا من خلال ملابس النساء الشفافة، أو تلك المفتوحة( ع الآخر)..
كنا نتسلّى بالنظر للبنات وملابسهن المثيرة.. وهناك بعيدًا عنا .. كانت قادمة، بقوامها الممشوق وشعرها الأسود الليلي..كانت قد جذبت أنظار الجميع - بمن فيهم أنا وصديق المحطة- بجمالها، وبملابسها أيضًا..
ونظر كلٌ منّا –أنا وهو- للآخر، وابتسم قائلا: "اللهم صلِّ ع النبي"
وفجأة رأيته يركض سريعا تجاهها، فاردًا ذراعيه عن آخرهما، وهى ما إن رأته هكذا –مقبلا نحوها- حتى وقفت حائرة، مندهشة، لاتعرف ماذا تفعل .. وما إن اقترب منها وقارب عليها، حتى قفز بداخله..
وابتلعه ذلك الأتوبيس.."أتوبيس الشعب"
ورأيتَه يطّل برأسه مبتسما، وهو يغمز لي بعينه..
وجاءت وجلست - مكانه- جواري، متأففة من الشباب "المايع عديم الرباية" حسب قولها..فواتتني الجرأة كي أتحدث إليها، خاصة بعد ازدياد نظرها لساعتها الصغيرة الحجم.
- (حسنٌ جدًا..سأكلمها)، حدثتُ نفسي..
- (بولاق... بولاق...بولااااااااق)
(إفففف..ده وقته؟!!)
معذرة، فيجب - أنا أيضًا- أن أركض، للحاق (ميكروباصي) خاصة أنه لا يأتي كثيرا في هذه الناحية..
نظرت ورائي - وأنا ممسكً بالباب، قبل أن أركب- فوجدتها مع شخص آخر من سكان (كوكب المحطة)، يتحدثان مبتسمين، وتحركا – وهو ممسك يدها- تجاه كوبري قصر النيل..تساءلت: "أكان ممكنا أن أفوز أنا؟!!"
- (ما تركب ياللا يا كابتن).. يدٌ تدفعني من ظهري....
انت لسه فاكرها يا معلم
ردحذف