2013-12-13

وينتظرها..

يجلس وحيدا فى مقهى، منزويا غير مرتاح في جلسته.. الكل في المكان يتحدثون العربية مخلوطة بالإنجليزية.. يشعر بالغربة، وينتظرها..
الفاحص له والعارف ببواطن الأمور، يستطيع تمييز خجله، وعدم ارتياح صديقنا في المكان.
يضع سماعتي أذنيه، يستمع إلى أغانيه وينتظرها..
"طريقي داير دواير.. يا حلوة يا أم الضفاير".. تعوّد منها دائما أنه إذا أرادها أن تأتي، فليسمع أغنيتها المفضلة.. ينتظر أغنيتها آملا أن تزيل برودة غربته، وينتظرها..
يعلم جيدا أنه سيترك ما يكتبه بمجرد أن تضع يدها على كتفه، وهي تبتسم في حنان: "عامل إيه يا حبيبي"، سينسى فور رؤيتها إظلام المكان وزحمته، وبرودة غربته، ووحشة انتظاره وحيدا.. ينتظرها..
يتحدث من حوله عن مشروبهم المفضل، وأسماء أعجمية لم ينزل الله بها من سلطان في قاموس محيطه العمري.. عن أفلامهم وأغانيهم المفضلة، عن صديقهم الذي تأخر.. وينتظرها..
هو موقن كنبيّ أنكِ آتية.. آتيةٌ كشمس شتاء حانية تدفئ قلب البردانين.. تنير المكان ويستطيع أخيرا أن يتنقل بعينيه بحرية بين عينين بُنيّتين قادرتين على إدهاشه كل مرة.
ستأتي طالما يحتفظ بأغانيها المفضلة.. وتفاصيلها التي لا يعرفها غيره..
ستأتي بذقن هلالية وقت الضحك، وعيون فرعونية عند الابتسام.. بأسنان بيضاء مصطفة، وشفتين يعشقهما.
ستأتي بغضبها على العالم/المدخنين/الرجال/أصحاب العمل/ السيارات/ الزحمة/ولاد الكلب.. وينتظرها.. وستأتي.



2013-11-26

شتا بلدنا (2) .. العاصمة السرية

ليل الشتا ف البلد، دايما كان وقت السمر ف البيت، دستة من الأشخاص ملفوفين ف البطاطين، متجمعين حوالين الطبلية اللي ع الأرض، ف نور لمبة الجاز اللي أمي عمّرتها، قبل المغرب ما يدّن، والكهربا تقطع.

صوت المطر ف الشارع وع الشبابيك شديد، صوت مجاري المية اللي بتنزل من على سطوح البيوت ف الشارع واصل ليك.. صوت ضحك الرجالة وهم معديين من شارعكم الضلمة عشان واحد صاحبهم اتزحلق ف الطين وهم مروّحين.. أو صوت شتيمة لأن مية المزراب نزلت ف قفا واحد كان معدّي جمب البيت بيتدارى م المطر.

الكل حواليك مكسّلين يقوموا يفتحوا للي بيخبط ع الباب، اللي غالبا بيكون ابن عمّك، اللي جاي م القهوة ف عز المطر والشتا والضلمة ومية المزاريب.
القعدة دي ف حد ذاتها، عمري ما أنساها، سمعت فيها أساطير بمعنى الكلمة عن بلدنا الصغيرة؛ حواديت عن شخصيات ما شوفناهاش، حكاوي جدودنا اللي ما لحقناهمش، وأماكن اتبدّلت، وناس راحت وناس جت.

بلدنا اللي فيها عم عباس اللي كان بيحب يقيّل ع الحمارة وهو مروّح المغربية م الغيط.. وكان نومه تقيل لدرجة إنه اكتشف لما فاق من نومته ع الحمارة ف يوم إنه عدّى بلدنا بـ10 كيلومتر تقريبا، واضطر يرجع هو والحمار ف عربية نص نقل عشان تعبوا.

بلدنا اللي فيها الأسطى محمد الجميل -ده اسمه- اللي اعتزل السواقة وفكك عربيته حتة حتة عشان فيه سوّاق اسمه "كُظة" و سوّاق تاني اسمه "الزبلة".. ده غير إنه هدّ جدران بيته كلها عشان العفريتة "بت الوسخة" تسيبني ف حالي".

بلدنا فيها "النعش" اللي بيطير عشان صاحبه من الأوليا، وفيها الجنية اللي بتسرّح شعرها الأبيض عند حنفية المية العمومية اللي عند المقابر.

بلدنا فيها "توت علاّمة" وشجرته اللي تحلف بحلاوته العمر كله.. بس أمك هتنفخك لو روحت هناك.. عشان المكان مقطوع والسكة مسكونة بـ"بسم الله الرحمن الرحيم".

بلدنا فيها كل الحواديت دي، اللي بتطلع ف لمّة حوالين طبلية، عليها لمبة جاز، وانتو متغطيين ف البطاطين، ومكسلين تقوموا تفتحوا للي بيخبط ع الباب.. وإنت -أصغر إخواتك- قاعد بتحاول تشوف ضِلّك ع الحيطة راسم شكل إيه :)

الصورة لـ صامولي شيلكه
فبراير 2103 - منية المرشد

شتا بلدنا (1).. شتا العاصمة السرية

لحد دلوقت، بافتكر وأنا صغير بلدنا في الشتا، ممكن الدنيا تفضل تمطر 4 آيام متواصلة، وقتها كنت بحب أقعد على شباك المندرة، اللي بيبص ع الشارع، وأدلدل رجليا منه، وأبص ع المطرة، والدنيا وهي بتبرق، وترعد.. السما دايما مايلة للون الرمادي، والشمس مغيّمة مش باينة.. بأفضل أتفرج ع الناس وهي ماشية ف الشارع اللي مليان طين، ومية ممكن جزمتك كلها تختفي فيها.

تمللي بافتكر أولاد شارعنا وإحنا بنعمل مراكب ورق ونسيبها ف مجرى المية اللي ماشية ونتنافس على مين اللي مركبه هيسبق 
الكهربا دايما بتبقى قاطعة بالليل، وإنت ماشي ف عز الضلمة والطين والمطرة، تبص ومفيش صرّيخ ابن يومين، تلاقي مية "المزاريب" نزلت ف قفاك، أو رجليك غطست ف بركة مية ودفا رجليك راح ف ثانية..

ولما تروّح البيت، تلاقي إخواتك وولاد عمك قاعدين حوالين الطبلية، ومولعين لمبة جاز، ومتغطيين بالبطاطين، وهم قاعدين بيضحكوا وبيغنوا، وبيحكوا حواديت من تراث البلد اللي عمرك ما شفته.. لا فيه نت ولا كمبيوتر، ولا حتى تليفون يسلّي وحدتكم.. مكنش فيه غير ونس البيت، وضحك الأهل، ونكت الصحاب.


الصورة لـ صامولي شيلكه
Minyat el-Murshid, February 2013

2013-10-28

دمعة صغيرة :)



كان ياما كان، يا سعد يا كرام، ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام، كان فيه دمعة صغيرة، وحيدة وزعلانة، كانت مخنوقة من إنها محبوسة لوحدها ومحدش راضي يخليها تنزل من العين تلعب شوية ع الخد وتطلع تاني، لإن باباها ومامتها مش مخليينها تنزل خالص، وبيقولوها: الدمعة لو نزلت م العيون بتموت، وبتموّت معاها حاجات تانية كتير.
بدأوا يحكولها إن العيلة بتاعتها كلها نزلت ف مرة من المرات، لما جت للبنت اللي عايشين جوه عنيها كريزة عياط، من غير أي أسباب، همّ نفسهم، الدمعة الأب والأم، مش عارفين إيه الداعي للعياط اللي بيحصل ده، ومخنوقين من إن حياتهم الطويلة ممكن تروح هدر فى نوبة عياط، أو نوبة ضحك أهبل :)

الدمعة البنت، مكنتش مقتنعة إن حبسها جوه العيون، هيفيد، خصوصا إن باباها لما بيحبسها وميخليهاش تنزل وقت ما هي عايزة، بتزداد ملوحة وزعل :\
ف يوم من الأيام، والبنت قاعدة وحيدة زعلانة ف سجنها جوه العيون، لقت العيلة كلها بتاعتها بتجرى، والدموع بتصرخ "اهربوا.. نوبة عياااااط" الدمعة فرحت قوى، وقالت أنا لازم أنزل دلوقت.. انا عارفة إن حريتي هناك، حتى لو كانت نهايتي.
حاولت تهرب، باباها ومامتها قفشوها، ومسكوا إيديها وهما بيجروا، وهي قعدت تصرخ سيبوني.. سيبوني.. لكن مع الصريخ بتاع الدموع كلها والهرج والمرج اللي كان حاصل، محدش سمعها، خصوصا إن الدموع كلها كانت بتهرب من الفيضان اللي بياخدهم وينزلهم من الشلال اللي بيطلع م العيون..
الدموع كلها، مستخبية، وخايفة يجي عليها الدور، خصوص إن نوبة العياط، فضلت وقت طويل جدا المرة دي، البنت الصغيرة، بتبص حواليها، لقت الدموع كلها مرعوبة، زعلانة، إلا دمعة مزقططة وفرحانة وقاعدة بتقاوم أهلها برضه اللي حابسينها.

قربت منها وسألتها: "إنتي مش خايفة ليه زي بقيت الدموع؟"، الدمعة الفرحانة، قالت: "إحنا صحيح بننتهي واللي بينزل مننا ما بيرجعش تاني، بس وإيه يعني، النزول لوحده بيرحنا، وبيريح عيون البنت اللي عايشين جواها، والبنت نفسها بتستريح، وهي قدمت لنا كتير، خلتنا نشوف كارتون كتييييييير بيضحك، -صحيح تقريبا نص عيلتي ضاع وقت ضحكها- بس مش مهم، أنا متأكد إنهم مبسوطين دلوقت، ده كمان غير الألوان اللي بره ف العالم، والشمس اللي يسخونتها بتحولنا لبخار مالوش وزن، ويخلينا طايرين لحد السما، وكمان، خلتنا نشوف وش حبيبها اللي محدش من أهلها يعرفه، إحنا أول حد يشوفه :D :Dآمنتنا على أسرارها، وأفراحها وزعلها، ولازم نرد الجميل، لازم لما تكون زعلانة ننزل، ونخليها ترتاح :))

الدمعة الصغيرة، لقت نفسها طايرة م الفرح، وقررت إنها لازم تنزل هي كمان معاها :)
وفضلت تشد إيديها من مامتها وباباها، سيبوني أنزل .. سيبوني أنزل، أنا عايزة أريح البنت الحلوة اللي شالتنا جوه عنيها كتير، وخلتنا جزء من شخصيتها، ف وقت فرحها بتحتاج لنا نبوس خدها ونضحك معاها، و ف وقت زعلها، بتحتاج حد يطبطب على خدها، إنتوا قولتولي إن الدموع لو نزلت ببتموت وبتموّت معاها حاجات؟ أهو إحنا وإحنا نازلين بناخد كل الحاجات الوحشة اللي ماتت .. أنا هانزل ومش هسكت
وسابت إيديها من أهلها، وجريت للدمعة الفرحانة، وواحدة واحدة نطوا ف المية اللي بتطلع واحدة واحدة لفووق لفوق والنور بيقرب منهم، بتفكر وهي طالعة لمجرى الدموع اللي هيخرج م عينين البنت.. أخيرا هرد جميل البنت الحلوة، وأطبطب على خدها وأبوسه، وأرمي برة نفسها كل الحاجات الميتة، وأتبخر وأوصل للسما :))
بتفكر ونور الشمس غامرها، وجسمها بدأ يتحول لبخار إنها أخيرا عملت أحلى حاجة ف الحياة.. إنها بتهون على بنت ف زعلها :* :* :*




** التدوينة الأصلية من هنا

2013-10-26

بُؤبُؤ .. بآليلي

كان ياما كان، يا سعد يا كرام، كان فيه بنوتة حلوة بضفاير طويلة وشعر كيرلي، عيونها واسعة وقلبها كبيييير قد الفيل. كانت محبوسة ف الدور الحداشر ف القلعة بتاعت السيدة زينب، وكل شوية تقف ف البلكونة وتتفرج ع الناس اللي ماشية تحت، وهي بتفكر ف حبيبها البعيد ف دولة الجيزة، واللي بيفصلها عنه بحر كبيييير اسمه "البحر الأعظم".
البنت دي كل ما تفتكر حبيبها تقعد تعيط وتشتكي للسما وتتصبر إنها بتبص ع القمر وهو بدر، وإن حبيبها كمان بيبص عليه، فتفضل تبعت ف رسايل ليه عشان يبلغها لحبيبها.

ف ليلة من ذوات الليالي، كانت بتشتكي للقمر والسما إنها ما شافتش حبيبها من كذا يوم، خصوصا إنهم مقبضوش وف آخر الشهر، والفلوس بقت بح.. نجمة ف السما كانت معدية فوق بلكونتها، سمعتها وهي بتشتكي وتعيط، ولأن النجوم مُكلّفة إنها تجمع دموع البنات وتحقق أمانيهم، بعتت للبنوتة الصغيرة لعبة صغيرة بتطلع بقاليل كتيرة.
البنوتة فرحت بيها جدا، وقعدت تنفخ فيها وكل شوية البقاليل تزيد وتتجمع مع بعضها لحد ما عملت سحابة كبيرة، فالبنت فكرت فكرة مجنونة، ومدّت رجليها ع البقاليل: "يا ترى هتشيلني السحابة؟" البنت سألت نفسها.
البنوتة عايمة ف الهوا وراكبة على سحابة البقاليل.. :)

البنت فضلت تنفخ وتنفخ فتعمل بقاليل أكتر وأكتر، وتتجمع مع بعضها وبدأت السحابة تترفع شوية بشوية ف البلكونة وهي شايلة البنوتة اللي مش مصدقة وبتحسب نفسها بتحلم.
النجمة الطيبة اللي بتجمع دموع البنات، قالت للريح: "شيلي البنوتة والسحابة، وطيري بيها فوق البحر الأعظم، وهى هتعرف طريقها لوحدها لحبيبها".
البنت مكنتش مصدقة نفسها، وهي طايرة فوق القلاع والناس وشايفة القمر والأرنب اللي فيه اللي سمع ووصل كل كلامها وحواديتها لحبيبها، شايفاهم قريبين وكبار جدا.. كانت مبسوطة ومنبهرة.. الدنيا من تحتها ماليانة نور، ولسعة برد خفيفة بتلعب ف خصلات شعرها وبتطيّره وراها، أنوار العربيات والبيوت من فوق حلوة جدا، والإعلانات اللي ف الشوارع وانعكاسها ف البقاليل عامل أقواس قزح كتيرة، وكأنها ف مهرجان كبييير للألوان اللي تعرف أساميها وألوان كتيرة كانت متأكدة إن حبيبها ميعرفش أساميهم بس هيحبهم.
بتفتكر شكله وهو مركز في العقد اللي ف إيديها اللي مليان ألوان، وهي بتعلمه أساميهم، وهو بعد ما يقول لون صح.. بكل ألاطة يقول "أنا عارف كل حاجة بس مدكّن"، بتضحك.

وهي ف عزّ فرحها بالألوان وشكل حبيبها الكوميدي وهو بيركز ف أسماء الألوان وبيفتكرها زي التلميذ الشاطر ما يذاكر لامتحان، بصت لقت نفسها فوق البيت بتاعه، فكرت هتنزل إزاي وهي فووق كده، معرفتش. دمعة من دموعها نزلت فوق بقلولة م البقاليل فرقعت، والسحابة نزلت شوية لتحت، ضحكت تاني وقعدت تفرقع البقاليل وبيجي على وشها رذاذ البقليلة بعد ما تفرقع، فتغمض عينيها وهي بتضحك.. فضلت كده تفرقع البقاليل واحدة واحدة، لحد ما بقت جمب بلكونة بيته فبصت عليه، لقيته ماسك موبايله وبيضحك ومبتسم لما شاف صورتها بالبقاليل اللي بعتتهاله انبارح.

"بسس.. بسسست حجازي.. يا حجازي.. يابو الأحجاز" نادت عليه زي أول مرة تناديله ع الشات  
هو بص لقاها، صرخ وقال: "عااااا!!! إنتي هنا إزاي؟ أنا كنت بعت لك ع الفيسبوك وبقولك وحشتيني.. أبص ألاقيكي هنا؟"   
قالت له: تعالى اطلع، امسك اللعبة دي وانفخ بقاليل كتييير واطلع عليها، هتشيلك وتعالا نقعد مع بعض".
الولد بص لها شوية وهو ماسك بتاعت البقاليل، قالت له وهي بتضحك وبمصاحبة الدوجي آيز: "إنت برضه لسه مش واثق فيا وبتشكك ف كلامي".
الولد ضحك، وفضل يعمل بقاليل كتير كير كتييير.. وهي كمان فضلت تعمل بقاليل أكتر، لحد ما الولد طار هو كمان، والسحابتين قربوا واحدة واحدة من بعض، واتجمعوا وبقوا سحابة واحدة كبيرة .. قالها "وحشتيني"، حضنته، البنات ما بتعبرش بالكلام كويس، والحضن دايما يختصر نُص الكلام.
شالت نضارته من على عنيه، ولبستها ورفعت حاجبها الشمال وسألته بمنتهى الجدية الهزلية: "رايح فين يا بيه".. ضحك، وقال: "كوكب البطيخ لو سمحتي".. البنت ابتسمت.

وفضلوا ينفخوا البقاليل، وكل شوية يطلعوا فوق.. شكلهم كان بيصغر كل ما يطلعوا، مش باين منهم غير انعكاس ضوء البدر على سحابة البقاليل بتاعتهم.. بيصغروا ويصغروا ويصغروا.. لحد ما اختفوا خالص، ومبانوش.. كل اللي باقي منهم، شوية ألوان، إنت حتى ممكن تشوفهم لحد دلوقت، لو ركزت ف السما ف ليلة صافية والقمر فيها بدر، هتلاقي نجمة منورة، وبتلمع وألوانها تحس إنها بتتغير، دي مش نجمة، دول هم طايرين ومش باين منهم غير قوس قزح اللي بيطلع من سحابة البقاليل بتاعتهم.
♥ ♥ ♥





التدوينة الأصلية من هنا

2013-09-26

فوق (ظرف مكان أو فعل أمر)

إحساس إنك عايم ف البانيو.. الجزء المرئي منك - مناخيرك وجبهتك وأطراف صوابع رجلك- حاسس بنسيم الهوا.. والجزء المتداري طافي عن الأرض ومغمور.. كل جسمك بيطير لفوق وبتتحول تدريجيا لكويكب بيدور حوالين محور ثابت على أنغام حازم شاهين (حاجات بتوحشني) جسمك بيلف ف الملكوت.

متحاولش تقاوم الرغبة ف الاستمتاع بإحساس الدوخة والتوهان اللي إنت فيه، لأنك بكده هتفقد المراد من اللي إنت عملته، وهيكوّن عندك إحساس بالذنب من غير داعي، فسيب نفسك تتمايل مع موجة الميه اللي تحتك وخلي المزيكا توديك مع علوها للسما وتنزل بيك واحدة واحدة ع الأرض.

اشرب بق شاي سخن -أو بارد مش هتفرق لأنك مش هتاخد بالك- اسمع كويس للسكات.. سامع نبض قلبك، دقة رجل العيل الصغير ف الدور اللي فوقيكم، صوت ناونوة قطة العمارة لكلب بيهاوهاو من برة السور.. سامع رفة جناح الناموسة اللي جمب ودانك وصوت الميه ف المواسير.. سامع حركة أهلك النايمين علي السرير ف الأوضة اللي جمبك.. وسامع صوت التليفزيون صالة.
ركز ف كل تفصيلة: ركز ف توهتك .. كمّل دوران مع المزيكا.. هزّ كتافك بشويش.. ركز ف كل خط صغير ف وشها وإنت مغمض.. اسمع دقات قلبك بتزيد وروحك بتخف.

لما تحس الدنيا بدأت ترجع تاني للثبات، اشرب عصير أو كُل شيكولاتة، هتطير تاني وتروح بعيد.. هتدخل الجنة، هتسمع أغنية "لما بدى يتثنى".. ما تركزش معاها وما تفوقش.
هتلاقي حد بيمسكلك إيدك ويهزك، ما تقاومش.. هتلاقي اللي بينادي باسمك من بعيييييد، ما تردش.. هيقرب من ودنك أكتر.. هز دماغك وما تفتحش عنيك غير لما المزيكا تخلص.



2013-06-08

دون أية أسباب

إنك تصحى م النوم على صوت بتحبه.. دي معجزة ربنا مديهالك
إنك تسمع حد بيضحكك وقت ما إنت زعلان أو متضايق.. دي نعمة

إنك تلاقى حد يطبطب شويتين على كتفك، أو يحضنك من غير سؤال لما يحس إنك محتاج.. دي هدية
إنك تلاقى حد مبيخافش يقول لأي بني آدم إنه بيحبك، دي فرحة ما بعدها فرحة
إنك لما تكون مخنوق م الدنيا وما فيها، وتقرا الرسايل اللي ما بينكم وتبتسم من قلبك وتحس إنك بتموت فى دباديبها، دي اسمها حب 
إنك تلاقى كل ده، متجمع عند واحدة بس، فى الحياة، اسمها ريهام  أوعى تسيبها وإجرى عليها وقولها: "بحبك" بدون أي أسباب :)

2013-04-18

إيه رأيك؟ :)

حاجات صغيرة جدا هي اللي تقدر تغير مزاجي، من أسفل سافلين إلى سدرة المنتهى فى ثانية؛ لمسة، كلمة ابتسامة، نكتة، مزيكا.. وساعات قلشة :)
ده حقيقي.. الحاجات الصغيرة هي اللي بتفرق معايا، هي اللي بتعمل الخصوصية وبتديك إحساس إنه معاك، وإن شخص "س" من الناس بيتحول لشخص معلوم معروف بالنسبة ليك، ومرتبط بيه.. * راجع فيلم "جود ويل هانتينج
الشخص اللي بيخليك متقلقش من المنظر قدام الناس، ويعلمك إن "الكيوبيكال رووم" بتاعتكم الخاصة موجودة فى الحياة في كل وقت.. الشخص اللي بيقولك "أنا عايزك زي ما أنت"، وتفضلوا تخططوا مع بعض خطة الهرب من كوكب الأرض لكوكب البطيخ.
البنت اللي بتحب الكتابة والقراية، ومبدعة فى التفاصيل.. الملاك اللي لما تمسك إيديه يخليك تطير ف الهوا، ويخليك لوحدك بتقلع النضارة وانتو ماشيين مع بعض عشان تشوفها هي بس.. مش مهم العالم التاني أو الناس.
اللي لما ميكونش معاك ولا مليم.. بتقولك: "ولا يهمك .. ولا أنا.. أنا عايزة أمشي معاك فى الشوارع، ونقعد ع الرصيف".. اللي لما يكون عندك أرق بتحكيلك الحدوتة وأول ما تقول: "كان ياما كان.. يا سعد يا كرام.." تلاقيك بتتاوب وعنيك بدأت تغمض لا إرادي".
اللي كل الناس لما خدت معاك موقف المهاجم - حتى أصحابك وصديقاتك اللي مش ممكن تتوقع منهم ده- هي فضلت واقفة، وقالت: "متخسرش المبادئ بتاعتك عشان تكسب حد.. هم اللي هيخسروا"، وبتغنى معاك "قوم نحرق هالمدينة .."
اللي بتقلش معاك ع الحياة والعيشة واللي عايشينها، وتضحك معاك على أكثر إفيهاتك "بيضًا" ورخامة.. وتغنى معاك: "آ نُصّة.. آض آ نصّااااااا.. آسيم فو سي مي ماطّا وحياة والدك"،.. وأغنية "بحبك ضى روحي يبان.. يبان بالفراولة" .. 
البنت من النوع ده ممكن تكون تخيلية.. مش موجودة فى حياة حد، مش كده؟
بس هي حقيقية! و"رحمة خالى حسن" حقيقة.. هي الوحيدة اللي تعرف حاجات صغيرة عنى، وقدرت تشيل أي عك داخلى.. وتفرد جناحها وتطير ف الهوا

البنت دي هأسألها النهاردة: "ما تيجي نتهبل ونتجوز؟" :D


2013-02-23

غراميات لمهندزة :)




بحبك.. يا مركز قلبي المحصور بين ضلعين..
يا شعاع النور الواصل دايما بين قلبين..
وبما إنك لحد كتفى، فمن مسقط رأسى،
بأثبت إن اللمسة قادرة لسه تعمل زاوية قايمة ما بين كفين
وإن النظرة لسه أقصر خط ما بين الاتنين
أنا بحبك.. آآآآآآآد الخط المستقيم  :D

الحلزونة يا أمّه الحلزونة









2013-01-10

لهذا أحب المطر

يقول خبراء الأرصاد الجوية، إن جو "المهندسين" ممطر شتاءً، وتقل فيه نسبة التاكسيات المتجهة إلى محطة مترو "الدقى" ليلا، مع ارتفاع أمواج المياه التى تسببها "ميني باظات" الجمعية، فى شارع البطل أحمد عبدالعزيز، وحدوث موجات تسونامى نتيجة سرعة السيارات ما يؤدى إلى غرق نسبة لا بأس بها من البناطيل والجزم، فضلا عن البني آدمين اللي بيستحموا من مية الشتا.. ومية العربيات.
أنا من محبى المشى تحت المطر:
إحساس المية الساقعة اللي بتيجي على وشك وبخار المية اللي طالع من بقك، وانت بتتنفس بكل الدنيا.. وبتتلاشى قصاد برد الجو والمطر، هموم كتير ومشاكل كتيييرة، وبينحصر كل تفكيرك حوالين: "أخيرا مطرة.. هاخدها مشي  :D".
فى اليوم ده، اتأخرت فى شغلى، اتحركت أنا وصاحبى عشان نركب من شارع البطل، والمطر كان بدأ يهدا شوية.. الناس قالت عليه، إن ف نص ساعة تقريبا نص مصر غرق..كان جوايا شعور قوى بالمشي والدنيا بتمطر.. كنتى موجودة هناك بالصدفة.
انتي المتنمرة للأشخاص الغريبة عنك، الذكور بالتحديد، وصاحبة الشخصية الحادة، واقفة لوحدك الساعة 11 بالليل، بتترجى تاكسي يقف يوصلك ناحية المترو.
- "ازيك، إيه؟ انتي لسه واقفة؟"
* "آه الدنيا بتمطر قوى ومفيش تاكسي راضي يقف"
- "انتي رايحة فين طيب؟"
* "باركب لحد محطة المترو، وهاخد المترو للبيت"
يتدخل صديقنا: "ربنا معاكم إنتي وهو، أنا لازم أمشي بجد، أنا اتأخرت هاروح أركب لإمبابة وآخد الدائرى من هناك أبقى فى بيتنا وش.. سلاااام وربنا معاكو"، يتركنا إلى الجهة المقابلة من الشارع.
* "أنا بأتمشى أنا وصاحباتى للمترو، بس  الدنيا بهدلة قوى النهاردة، وأنا اتأخرت"
- "مفيش مشاكل.. استنى هنحاول نوقف تاكسي".
* "لا لا مش لازم، روّح إنت وهلاقى تاكسي أكيد هيقف"
- "لأ، إحنا متأخر والجو مطرة وبهدلة، ثم أنا ساكن فى الجيزة، قريب من هنا يعني".
* "هى الجيزة مش دى اللي جنب إمبابة؟"، تسأل بعفوية وبرءة شديدتين، فقد كانت تملك خبرة طفلة فى الشوارع والمناطق، تقولين بنبرة الواثق العارف بالأشياء: "طب هتركب من الجنب ده ليه؟ عربيات إمبابة الناحية التانية".. أبتسم
- "ههههههه، هم قرايب آه، الجيزة هنا.. وإمبابة الناحية التانية :)"
أنظر إليكِ خلسة وأرى أنفك بدأت فى الاحمرار، من البرد، وأسنانك بدأت فى الاصطكاك، وتبتسمين :)
يعود صديقنا إلى جهتنا بعد ربع الساعة من المطر المتواصل: "لا يا عم مفيش خرم إبرة لبني آدم يقف، احتمال أروح لبيت جدتنا فى الجيزة، أحسن".
يقف تاكسي، ويساومكِ على الأموال، ترضين دون نقاش: "مش مهم.. المهم ما أتبهدلش أكتر من كده"، تركبين وتذهبين إلى المترو، وأظل أنا أعيد جملاتك فى عقلى.
"إيه يا عم إحنا هنفضل هنا بقه؟؟ أنا هاركب رمسيس، ومن رمسيس أركب هرم أسرع من الوقفة دى" يقاطع أفكارى كلام صديقى، "إيه رأيك تعالى نركب من العجوزة"
- "ياللا، مفيش مشاكل.. أنا عايز أتمشي أصلا"، نتحرك بين برك المياه، تحت المطر الذى استعاد قوته مرة أخرى.
أعيد كلماتك، وحوارك معى، وأراكِ مرة بأنفك الحمراء تحت المطر.
تعيدنى كلمات صديقى: "عربية رمسيس أهى، ياللا تعالى"
- "لا روح إنت، أنا هاستنى عربية للجيزة، أو ممكن أرجع تانى للبطل أحمد، وأركب، اتكل إنت على الله"
أعود أدراجى بعد نحو 45 دقيقة من الانتظار، وأرجع إلى نفس الشارع الذى كنا فيه، يعلن صوت رنة هاتفى عن وصول رسالة منك:
"weslt elbyt.. thank u guys a lot"
ذهبت إلى البيت يومها سائرا، لا آبه بقدمىّ اللذين تجمدتا من المياه التى أغرقتهما، فرحا بالشتاء والمطر على الوجه، ولسعة البرد الشديد، لا يدرى أحد أن لهذا، أحب المطر!