2014-01-28

آيسكريم في ديسمبر.. آيس كريم ف طلعت حرب



اتعودنا أنا وأصحابي، نقعد ف نفس المكان اللي مستنيكي فيه حاليًا.. قدام مكتبة الشروق ف وسط البلد.

أستناكي ع السور الحديد الأخضر الصغير اللي على حدود الميدان.. أدّي -لا مؤاخذة ف الكلمة- ضهري لتمثال طلعت حرب وللناس الماشيين ف الميدان.. أعلّي صوت سماعاتي ع الآخر، وأتوه ف اللحن والكلام.. حتى لو كانت أغنية لـ"أوكا وأورتيجا"..

أفكر ف الحياة وأسرح ف وشوش البياعين.. منهم السرحان واللي بيدخّن واللي قاعد قعدة عرب مع زميله م المحل التاني.

أفتكر كلمتك، لمّا قولتي: "اكتب".. مكنش لي نِفس أكتب أي حاجة، فطلّعت الكراسة الصفرا اللي اشتريتيهالي، والقلم الحبر، وكتبت: "تِعِبت م القعدة ع السور!! إيدي وجعتني م القعدة (مشّيها إيدي).. قررت أقف شوية.
شكل الناس اللي جم قعدوا جمبي كان مفرح؛ تعبانين آه، بس مستمتعين بالفُرجة والتدوير ع الهدوم. بصّيت ع البهجة اللي ف عيونهم: العيلة كلها بتاكل آيسكريم، والأطفال فرحانة قوي بيه وبيتناقشوا مين اللي طعم الآيسكريم بتاعه أحلى م التاني.. افتكرتك وانتي بتقولي: "آيسكريم شيكولاته بيضا طعام أهل الجنّة".. شوفتك وانتي بتضحكي وانتي بتاكلي آيسكريم ف الجو البرد ده :))

اتأخرتي قوي.. بس قشطة، بسمع منير ومصطفى ابراهيم وغادة شبير وريما خشيش وكايروكي وحازم شاهين وابراهيم معلوف ومحمود درويش وعدوية.. وأوكا وأورتيجا كمان :)))

** على ورق الفُلّ دلعني 
الأغنية دي كانت بتبدأ لما رنيتي عليّه وبتسألي أنا فين 

** الجميلات هن البنات، لو عايز تخلّي أي حاجة ف الدنيا حلوة، ضيف عليها صفة المؤنث.. هتلاقيها متدلعة وبقت ريحتها حلوة، شبه ريحتك اللي بحبها، واللي شاممها من شعرك لما قربتي منّي.. 

ملحوظة: أنا هأقفل بقه دلوقت عشان إنتي وصلتي.. وجاية من بعيد بتميّلي راسك يمين وشمال والابتسامة بتاعتك واسعة وسيعة منوّرة الدنيا.. هاقفل عشان ما تشوفيش أنا باكتب إيه.. بحبك  

2014-01-23

كراكيب

"مرتبك يدوب هيعيّشكم".. "لازم تشوف حاجة مع شغلانتك عشان تعرف تعيش"..

الجملتين الأكثر تكرارا اليومين دول بالنسبة ليا، عشان ظروف الجواز وكده.. قشطة معاكم إن مرتبي صغير حبة، وإن الواحد عشان يعيش عيشة محترمة لازم يتفحت ف كذا شغلانة عشان يعرف يطلع الجنيه من بذر العنب، زي ما بيقولوا.. 


قشطة يعني ما يجراش حاجة.. بس أنا عايز أقولكم فعليا إني اتخنقت من أم الموضوع ده.. حوار "إنتوا لازم يطلع دينكم وعينكم عشان تعرفوا تلاقوا حاجة تتسندوا عليها لما تكبروا" أنا جبت جاز منه.


يعني إيه تتحول لمكنة شغل، شغال تقريبا 16 ساعة ف اليوم، ده غير ساعتين طايرين ع الطرق وبين إشارات المرور؟ وما تفكرش غير ف الفلوس وخلاص، وكأن الدنيا كلها فلوس!!


ماشي، معاكم إن الدنيا ما بتمشيش من غير فلوس، بس أحا يعني.. أنا بني آدم، عايز أعيش حياة.. وأحس إني بني آدم بيشتغل وبيقعد ع القهوة ويشوف صحابه، وفوق ده كله، يبقى مع مراته أو البني آدم اللي بيحبه، ويديله حقه.


هي، مراتك/خطيبتك/حبيبتك ليها حق عليك، إنك تقعد معاها تتكلموا تتناقشوا، تتناقروا، تضحكوا، تزعلوا، تقفشوا، تخرجوا، تتفرجوا على فيلم.. بمعنى آخر يبقى بينكم حياة.. مش مجرد علاقة سرير تفرّغوا بيها شحنات هرموناتكم الجنسية، وبس.. ومن غير ما تاخدوا بالكم، بتنسوا بعض، ما بتعرفوش بعض.. اهتمامتكم المشتركة بتقل، والحب بينكم يتحول لنومة ف سرير وخلاص يوم الخميس.. وتتحول لعيلة - ده لو لسه ممكن نقول عليها عيلة- مصرية روتينية متطورة.


تصحى الصبح، تنزل من غير فطار عشان ما تتأخرش على شغلك، تلحق تخلصه، وتروح ع الشغل التاني، وتخلصه بالليل، وتنجزه ف السريع عشان تلحق تنام تلات أربع ساعات قبل ما تصحى الصبح متأخر تاني.. وكلامك مع مراتك/شريكك ف الحياة بيتحول لمجرد تليفونات.


متهيألي ده مش معنى الحياة الحقيقية.. اللي نفسي أعيش فيها أو أعيشها. الحياة، ميكس من كل حاجة، يوم سلف ويوم أول الشهر.. يوم فرح ويوم خناق.. يوم خروجة، ويوم سهر ف الشغل.. يوم ليك ويوم عليك.. دي الحياة الطبيعية واللي لازم أحققها، أو أحاول بكل جهد عشان تتحقق، عشان أهرب على الأقل من الفخ اللي بيقع فيه معظم الناس.. إنك تتحول لمكنة فلوس، والحياة تبقى روتينية.. وأعتقد نوعا ما إن ده السبب الحقيقي في بوظان معظم الجوازات حاليا، أو مشاكل ف البيت..


أنا مستعد أتحمل ضغوط مادية أقدر ف أوقات أسدّ فيها، ولا أتحمل قلّة راحة ف البيت عشان شريكك/شريكتك ف الحياة مش لاقياك.. الحياة عبارة عن تفاصيل بينكم وحاجات صغيرة.. هي اللي بتكوّن الذكريات.. وبتدي طعم للحياة.. هي اللي بتفضل لما تكون بالليل لوحدك، تفتكرها وإنت مغمض عينيك وإنت عجوز.. وتبتسم قبل ما تنام 

2014-01-10

ألعاب العاصمة السرية.. زمااااان

زماااان جدا وإحنا صغيرين، كانت الألعاب بتاعتنا في البلد ليها طعم مختلف، ومسميات خاصة بيها جدا.. وكانت بتتقسّم لـ 3 أنواع: ألعاب بنات، وألعاب الولاد، وألعاب الفرافير، والأخيرة لجأ ليها العيال بتاعت مامي وبابي، اللي أهاليهم مكانتش بترضى تخليهم يلعبوا في الشارع عشان أخلاقهم ما تبوظش.

ألعاب البنات: دي كانت منحصرة في لعبة "الحَجلة"، المعروفة باسمها تقريبا في أغلب حِتت ومناطق مصر كلها.. كمان كان فيه لعبة اسمها "التَقَل" ودي عبارة عن خمس حجرات صغيرين، بترميهم ع الأرض وتمسك واحدة فيهم ترميها لفوق، وتمسك واحدة من ع الأرض ف كل مرة ترمي فيها الحجرة لفوق وتمسكها بعد ما تلحق ترفع التانية من الأرض بنفس الإيد عشان ترجع تمسك الطوبة اللي انت حدفتها لفوق ف الهوا بنفس الإيد.. وتكررها مع الباقيين واحدة واحدة، وبعدين اتنين اتنين، وتلاتة مرة واحدة وواحدة لوحدها، وأخيرا.. تحاول تلم الحجرات مرة واحدة قبل ما تمسك الحجرة اللي حدفتها ف الهوا تاني.. اللعبة دي ماعرفش اسمها ف المناطق التانية إيه. عموما دي ألعاب البنات ف الشارع.

ألعاب الولاد: أشهرها "ثبت صنم"/المتحف.. من اسمها باين.. إزاي تثبت على الوضع اللي إنت عليه وما تضحكش أو تتحرك.. فيما بعد أصبح اسمها Freeze or flash mob.
فيه لعبة "أريكا": عبارة عن ملعب محدد الملامح "للرجالة الكبار من الأطفال أو القادة" كانوا بيحددوا حدود الملعب، واحد بيجري على رجل واحدة ورا كل الاطفال الباقيين عشان يلمسهم من غير ما رجلك المرفوعة تلمس الأرض أو تسند، كان ممكن تقعد نص ساعة تجري على رجل واحدة عشان تلحق كل الأولاد، واللي يفضل ف الآخر يفوز ويبقى الملك، ومحدش يختاره لمدة دور ع الأقل..
بعد كده الصف التالت والرابع من جيل الأطفال دخل تعديلات ع اللعبة؛ ممكن يريح او يبدل رجله من غير ما يلمس الأرض.. عشان كانوا بيتعبوا.. دول تقريبا أطفال أولى ابتدائي أو تانية بالكتير.

* لعبة "بَلْدِك" وهي اللعبة الأعنف على الإطلاق، وكنت مستغرب إزاي أطفال المفروض إنهم أطفال بريئة يخترعوا لعبة زي دي.. اللعبة عبارة عن فريقين، وملعب محدد الملامح.. فريق بينزل كله جوه الملعب، ولاعب الفريق اللي بره مهمته إنه ينزل الملعب ويلمس واحد م الفريق اللي جوه ويخرج .. بسيطة مش كده :))
لأ.. مش بسيطة لأن الفريق اللي جوه لو مسكك هيفشخك بمعنى الكلمة، هيقطعك ضرب بكل ما أوتي من قوة.. برجليه ف بطنك قشطة، بالبوكس ف وشك ما يضرش.. لحد ما تستسلم وتقول "أنا".. ولو انت شاطر تلمس حد وتهرب برة حدود الملعب بسرعة قبل ما تتقفش :)

ودليل الشجاعة بتاعك والتحدي وإثبات إنك راجل "تقريبا كنا ف رابعة ابتدائي أو الاعدادي" إنك تقوم بعرض شجاعتك و تشُق الصينية :)) وده إنك تنادي بأعلى صوتك قبل ما تنزل للملعب "هاشُق الصينية" الفريق اللي مستنيك جوة الملعب يقسم نفسه نصين، كل نُص على حدود الملعب بالطول ويفضولك ممر واسع بطول الملعب تجري فيه للطرف التاني..

خد بالك وانت بتجري، عشان ممكن تلاقي رجلك جت ف بطنك أو كعبلتك وانت منطلق بأقصى سرعة ولو وقعت.. تبقى ضعت يا معلم. فريق كامل بيضرب فيك ف أي حتة يطولها منك.

اللعبة دي تقريبا لو مجلس حقوق الانسان عرف بيها كان صنفها من الممنوعات. عشان أغلب أطفال الشارع كانوا بيروحوا  لأهاليهم متشرحين أو مكسورين أو سنانهم واقعة وفي احسن الحالات هدومهم متقطعة.. عشان كده كنا بنمنع الاطفال والعيال السيس من اللعب مع الكبار  زي حالاتنا.

2014-01-02

حُمّى ليلية

[[تمهيد]] لم يدرك المحيطون به بعد، أن هناك أمورا أهم قليلًا من طول شعره أو تهذيب لحيته.

لم يسعه وهو يتلوّى من الألم في حمّام عمله، حين نظر إلى المرآة، إلا أن يهندم شعره المتناثر، وهو مغمض العينين، آملا في ضمّة من يديْن يعرفهما جيدا، وطبطبة على الكتفين، وصوت يهمس في أذنه: "ألف سلامة عليك يا حبيبي".
* اعتاد أن يزوره الأمل حين يهرب الناس إلى مخادعهم، يتسرب إليه مع لحظات البرد، وسويعات الأحلام الصباحية.. لم يعبأ كثيرا بما يفعلون، ينظر إليهم شاخصًا دون تركيز، يومئ برأسه في تفهّم مصطنع، ينصت باهتمام زائف لمشاكل الزمان وانعدام الأمل، لكنه واثق كنبيّ أنه يستطيع الطيران ليلًا وهو مغمض العينين.. يستطيع تحريك الجبال بإشارة من عصاه، بتعويذته غير المفهومة يلقي البرد والسلام على نيران قلقه، بطرقعة الإبهام والوسطى يصّعد في السماوات العُلى.. يُسمِع الصُمّ الموسيقى، ويُشعر الجبابرة بجمال السلام.

الآن لم يعد هناك غيرك.. تتحرك في خفة بين جماهيرك من النجوم والطيور الليلية وأنوار المنازل والشوارع من تحتك.. تزورك أشباح ماضيك وذكريات طفولتك.. يد والدتك تتحرك على رأسك ممسكة بمنديل منقوع بالثلج والخل لتُخفض حرارتك، وأنت تسمع مطارق الحدادين وأبواق السيارات في أذنيك، ترى تلك النقاط البيضاء الخافتة حين تغمض عينيك، تكبر وتلتحم ليغطي بصرك نورٌ مزعج باهت الملامح.. في ذروة سخونتك تشعر بقطرات الماء المثلج تتحرك من المنديل على رأسك لتستقر في أكثر الأماكن إزعاجا في أذنك. لا تستطيع الحراك لتجفيفها، أو الكلام لمنعها.

تفتح عينيك لترى من حولك، فلا تميزهم.. مجرد أشباح غير واضحة المعالم، يقفون في نور أصفر يؤذي الناظرين.. تغمض، لتعود إلى جماهيرك من النجوم والأنوار وأبواق السيارات، وتنتظر أشباحك، لتبدأوا رحلة الصعود.