تفصلنا 150 كيلومترا من العذاب والآلام والزحام والمطر. 300 من الكيلومترات أقطعها يومياً في سبيل الوصول. مشتت بين الأرصفة والقضايا والعناوين التي لا أملكها، وتملكني. ممزق بين سطرين وتكرار كلمتين، وعدد أحرف محدد. بين قلب تعب، وعمود فقري يبغي "الطأطأة" ومقعدة نالها الورم من طيلة الجلوس.
والغاوون الغاوون، يتبعون ما توحي به الدلالات، وما بين الأسطر. فكيف الهروب.
يأتيني صوت الهاتف ليلة شتاء رعدية: "يا غريب عن ديارك مصيرك تعود"، فيردد الكورال بلهجة آمرة:" ارجع يا غريب.. ارجع يا غريب".
الضوء الأزرق المشوب بالصُفرة المتسارعة، يسابقني إلى النوم. عيناي تشخصان إلى الناطحات على الجانب الأيسر من الطريق.. سحب مثقلة بالغيوم، سيارات تسابق ظلها، أضواء إعلانات تزيد أثر دوار الحركة، جمل غير مكتملة، قصص مفتوحة النهايات، إظلام تدريجي في البقعة التي تغفلها صباحا في نومك.
تخيلت قصصا لا تنتهي، لأولئك النائمين حولي. فهذا الآسيوي، مثلا، جاء للنزهة، وتلك الإثيوبية السمراء جاءت بحثاً عن أمل وعمل. ذاك السائق ترك حلمه البوليوودي وانتصاراته الأسطورية على الأشرار حين ارتحل. والعجوز النائم إلى جواري يستعيد الآن حياته التائهة بين جنبات الغربة. كل يوم أبدأ بشخص ما، وأنسج حبكة درامية له، وأغمض عينيّ لأراها طوال الساعتين ونصف الساعة يومياً، أترك عقلي الباطن يملأ فراغاتها بما يختزنه، أصحو بعد تتر النهاية، فأجد أبطالي اليوميين يستعدون للنزول.
والغاوون الغاوون، يتبعون ما توحي به الدلالات، وما بين الأسطر. فكيف الهروب.
يأتيني صوت الهاتف ليلة شتاء رعدية: "يا غريب عن ديارك مصيرك تعود"، فيردد الكورال بلهجة آمرة:" ارجع يا غريب.. ارجع يا غريب".
الضوء الأزرق المشوب بالصُفرة المتسارعة، يسابقني إلى النوم. عيناي تشخصان إلى الناطحات على الجانب الأيسر من الطريق.. سحب مثقلة بالغيوم، سيارات تسابق ظلها، أضواء إعلانات تزيد أثر دوار الحركة، جمل غير مكتملة، قصص مفتوحة النهايات، إظلام تدريجي في البقعة التي تغفلها صباحا في نومك.
تخيلت قصصا لا تنتهي، لأولئك النائمين حولي. فهذا الآسيوي، مثلا، جاء للنزهة، وتلك الإثيوبية السمراء جاءت بحثاً عن أمل وعمل. ذاك السائق ترك حلمه البوليوودي وانتصاراته الأسطورية على الأشرار حين ارتحل. والعجوز النائم إلى جواري يستعيد الآن حياته التائهة بين جنبات الغربة. كل يوم أبدأ بشخص ما، وأنسج حبكة درامية له، وأغمض عينيّ لأراها طوال الساعتين ونصف الساعة يومياً، أترك عقلي الباطن يملأ فراغاتها بما يختزنه، أصحو بعد تتر النهاية، فأجد أبطالي اليوميين يستعدون للنزول.
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف