لم ألحق اليوم الحافلة، فأخبرت زوجتي، بتأخري قليلاً - ساعة- عن موعد عودتي المعتاد. لجأت إلى سماعتي الأذن، طلبا لبعض الموسيقى.
أعشق انعكاسات الأشياء على المرايا، على زجاج طاولة الاجتماعات، على النوافذ، على كل الأشياء. دائماً، تجذبني الظلال والخيالات، لا أستطيع مقاومتها. أضبط نفسي كل أسبوع أحدق في انعكاسات وجوه زملائي الجالسين أمامي، على زجاج الطاولة، أتأمل أشكالهم المرسومة إلى جوار الأكواب، أقاوم إخراج هاتفي والتقاط ما تراه عيناي، فأعتدل في جلستي، لتشتيت خيالاتهم.
أحب الساعة السادسة. سماء زرقاء تشوبها الحُمرة، تودع شتاءها، بزخات سحب خجول. نقاط سوداء بعيدة ترتحل في أسراب. توتر العصافير يطغى على كل صوت.
أعاني دوماً للتركيز في ذلك الوقت.
جميلة أنت، كسماء الساعة السادسة، وسجائر الساعة السادسة ونسائم السادسة. خفيفة أنت كأصدقاء السادسة. تأنس بصحبتهم، بلا كلمة. أرى خلال صمتهم ضحكات عمرهم وذكرياته وألحان وصالهم وخبرة أهاليهم في الحياة. سرائر هادئة وملامح تتنهد وأفراح تتشكل.
أرى في السماء انعكاسات الحب والأهل والحياة والوهم. أملأ عقلي بتفاصيل جديدة ومغامرات لبطل أحلام الحافلة الجديد، وأنتظر رؤياها الليلة.
الضوء المبهر يؤذي أعين الكائنات الليلية، وأنا منهم. خالتي تقول لي: "شبه الوطاويط، طول الليل بتطير، ولما الفجر يدّن تجري على جحورها". أليس ذلك أقرب لدراكولا الذي لا يملك انعكاسا في مرآته؟ تساءلت.
وجيه عزيز، يباغتني: "قلت أبص في المراية، يمكن أكون احلوّيت.. فضلت داير أبص، ما خلتش ولا مراية في البيت". تمر أمامي إحدى الحافلات فأرى رأسي بعد الحلاقة، لأكمل الأغنية: "يا ريتني ما كان عندي مراية.. يا ريتني ما بصيت".
الحافلة تضيء أنوارها الداخلية بقوة، لا أستطيع رؤية انعكاسي في زجاج النافذة المجاورة. بطل أحلامي لم يعلن عن نفسه بعد. أحاول النوم، يهمس لي علي الحجار: "بحبك وانطلق عصفور.." أبتسم. يأتيني من بعيد، وأنا على مشارف الغفوة، صدى صوته ضعيفاً: "وصار يجري وينسااااااني.. ".
أعشق انعكاسات الأشياء على المرايا، على زجاج طاولة الاجتماعات، على النوافذ، على كل الأشياء. دائماً، تجذبني الظلال والخيالات، لا أستطيع مقاومتها. أضبط نفسي كل أسبوع أحدق في انعكاسات وجوه زملائي الجالسين أمامي، على زجاج الطاولة، أتأمل أشكالهم المرسومة إلى جوار الأكواب، أقاوم إخراج هاتفي والتقاط ما تراه عيناي، فأعتدل في جلستي، لتشتيت خيالاتهم.
أحب الساعة السادسة. سماء زرقاء تشوبها الحُمرة، تودع شتاءها، بزخات سحب خجول. نقاط سوداء بعيدة ترتحل في أسراب. توتر العصافير يطغى على كل صوت.
أعاني دوماً للتركيز في ذلك الوقت.
جميلة أنت، كسماء الساعة السادسة، وسجائر الساعة السادسة ونسائم السادسة. خفيفة أنت كأصدقاء السادسة. تأنس بصحبتهم، بلا كلمة. أرى خلال صمتهم ضحكات عمرهم وذكرياته وألحان وصالهم وخبرة أهاليهم في الحياة. سرائر هادئة وملامح تتنهد وأفراح تتشكل.
أرى في السماء انعكاسات الحب والأهل والحياة والوهم. أملأ عقلي بتفاصيل جديدة ومغامرات لبطل أحلام الحافلة الجديد، وأنتظر رؤياها الليلة.
الضوء المبهر يؤذي أعين الكائنات الليلية، وأنا منهم. خالتي تقول لي: "شبه الوطاويط، طول الليل بتطير، ولما الفجر يدّن تجري على جحورها". أليس ذلك أقرب لدراكولا الذي لا يملك انعكاسا في مرآته؟ تساءلت.
وجيه عزيز، يباغتني: "قلت أبص في المراية، يمكن أكون احلوّيت.. فضلت داير أبص، ما خلتش ولا مراية في البيت". تمر أمامي إحدى الحافلات فأرى رأسي بعد الحلاقة، لأكمل الأغنية: "يا ريتني ما كان عندي مراية.. يا ريتني ما بصيت".
الحافلة تضيء أنوارها الداخلية بقوة، لا أستطيع رؤية انعكاسي في زجاج النافذة المجاورة. بطل أحلامي لم يعلن عن نفسه بعد. أحاول النوم، يهمس لي علي الحجار: "بحبك وانطلق عصفور.." أبتسم. يأتيني من بعيد، وأنا على مشارف الغفوة، صدى صوته ضعيفاً: "وصار يجري وينسااااااني.. ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق