يجلس في بلكونته الباردة، في بيتسبورج، مدينته الجديدة، ويدخن من آخر سجائره الرخيصة التي حملها معه من بلده، يشرب شايا ذا نكهة غريبة يحاول تعودها؛ في صالة شقته، على الطاولة الصغيرة الموجودة؛ يقرأ كتابا لا أتذكر اسمه، تصله رسالة على هاتفه، يقرؤها في عجالة، ويبتسم. ينهض حاملا كتابه، لتنفلت من بين وريقاته الصفراء، ورقة ملونة، للدب "بووه" ذات رائحة مميزة يعرفها جيدا، ومرسوم عليها بقلم جاف أحمر، على طرفها العلوى، قلب صغير، يتعرف خطها اﻷنثوى؛ وعلامة الموسيقا التي تميز كتابتها حين تكون فرحة.
ينحنى ويلتقط الورقة التي يحملها دائما في حقيبته الشخصية الزرقاء، منذ ما يقرب 10 أشهر، في عيد ميلاده؛ يقرؤها كعادته حين تسقط من بين الأوراق.. يدخن سيجارة أخرى؛ ويعيد الورقة حيث توقف في كتابه.. ويدخل ليستعد للقاء أصدقائه في عطلة السبت؛ ولايزال عبيرها مسيطرا على أنفه.