- من قال إني أحب الليل وسكونه؟!.. من قال إني أعشق ذلك الهدوء المليء بالذكريات؟..
- من قال إني حينما أطفئ مصابيح البيت.. أراها وأسمع صوتها يحادثني؟
- من قال إني ما زلت أغير عليها.. وما زلت أخاف من حاجبها الأيسر؟
- من قال إني ما زلت أغير عليها.. وما زلت أخاف من حاجبها الأيسر؟
- من قال إني لن أفكر فيها ثانية؟
***
- "إنت لسه بتحبها؟!"، فاجأ السؤال كلينا.. تسألني عَرَضًا.
لم أفكر فيه من قبل.. ولكني الآن أستطيع أن أفكر فيه بصوت عالٍ ومرتفعٍ قليلا عما مضى..
- "إنتي عارفة؟! أيوة بحبها لسه، ومش معنى إني سبتها إني خلاص زهقت أو ملّيت أو مقدرتش أكمل أو أي حاجة.. دي حاجات محدش ليه الحق يعرفها، مهما كانت درجة قربه ليا"..
أُكمل: "أراها أحيانا بضحكتها، بل أقسم أني ما زلت أشم عبيرها أحيانا كثيرة.. أسير غالبا في معظم الأماكن التي اعتدنا السير فيها معا.. هذا لا يدينني بشيء.. لقد قلت لكِ منذ أول كلمة إني ما زلت أحبها، ولن يمحي هذا الكلام شيئا أو يغير أي شيء".. "دعيني فقط أُكمل.."
تتركني وهي منطوية حزينة، لا أدري لماذا؟ "فقط أرجوكِ دعيني أُكمل"..
تستمع إلي الآن وهي تدمع، "لا أنكر أي شيء قلته، ولن أقول أكثر مما سمعتِ عن هذا الموضوع. بل سأقول شيئا جديدا.."
- "في الأول، كنت أبحث عنها كالمجنون، أنتظر سماع رنة هاتفي وهي تغني أغنيتنا المفضلة.. أتقصَّ تحركاتها وكتاباتها.. بل وصورها أيضا، بل أكتب أيضا عند التاسعة إلا الربع ولا أدري لماذا..
"تدريجيا.. بدأت الأمور بالتغير!"
"انقباض قلبي كلما رأيت اسمها، شيئا أعجبها، أو حتى صورتها.. بدأ يخف، بل بدأت أعبر عليه بالتدريج أسرع مع الوقت، وإن كان لا يزال يفعل كل الأثر عندي تماما كأول لحظة رأيتها.. ولكن يجب السير أماما.. لا يجب الوقوف عند ذلك الزمن المنتهي".
"كنت، ومازلت أحيانا، أعاني من توقف غير مشروط في الزمن.. لا أستطيع التحرك بضعة سنتيمترات من ذلك المكان الزمني الذي افترقنا فيه، سأعبر الخط والمكان اليوم.. لابد لليل أن ينتهي.. لابد أن أرَ أُناسا آخرين.."
إلى أن قرأت "نقطة النور"، لقد عدت للقراءة بعد انقطاع طويييييييييييييييل جدا.. نعم لم أكن اقرأ مؤخرا؛ لاستحواذها عليّ، بل كنت أفكر أن القراءة قد تأخذني منها أحيانا؛ ولكن الحمد لله.. لقد أخدتها القراءة مني.. وتركت الحزن.. ذلك الشعور بالدمع الذي يغص في معدتك.. والذي تشعر به دائما عند رؤية اسمها"...
نعم ما زلت أشم رائحتها.. نعم تتردد إليّ ضحكاتها وبعض كلماتها.. نعم أراها في معظم الوجوه.. ولعلك تذكرين كيف أني ركضت يوم رأيت شبيهتها من الخلف.. وعندما اقتربت من أن أنادي عليها.. تذكرت قوله بعدم مكالمتها أبدا أو العرض لها.. ولا أعرف لتلك اللحظة إن كانت هي أم لا.. الحق إني لم أُرد المعرفة منذ البدء.. كان يكفي ذلك الأمل..
"لم تحصلي على إجابة شافية للآن أليس كذلك؟ مثلا هل إن رأيتها ماذا سأفعل.. هل أتفاداها أم أكلمها؟" إن أردتِ الحقيقة: "لا أعرف.. فلنترك ذلك للأمل والوقت"...
- أتدرين ما الذي جعلني أكتب اليوم؟
لأني اليوم، واليوم بالتحديد، أشم رائحتها المميزة في كل مفارق الطرق، رغم البرد والإنفلونزا وتوقف أنفي عن العمل!
أقول لكِ.. فلتسمعي تلك الأغنية.. فهي أفضل كثيرا من عدم التحدث.. مع إن مالهاش علاقة بالموضوع