2016-06-27

كما يليق بنبي

عرفت طالعي - قلت للمتنبئ- فلا حاجة لي بك اليوم.. 

يوماً ما، سأموت وحيداً، داخل بيت متهالك، تطن جنباته بالألفة ورائحة الخبز البلدي وقهقهات من عمّروه، بتراتيل الضحك وآيات السمر الليلي. 

مستأنساً بعمر مضى، وذكرى باقية، وأقارب يزورونك على عجل، ليعطوك الدواء، أو يشعلوا من نير الوحدة سجائركم المتبقية. 

ماء شاي السهرة، يغلي، ينتظر من يضع "تلقيمته" المناسبة، ويصعد به على السطح، في ليالي الصيف.. ولا مجيب. فقدتَ قدرتك الماضية على التحرك بخفة، ولم يبق إلا أطلال من إنسان: قلب تخفت دقاته بمرور الوقت/رأس اشتعل شيباً/حلم لم يكتمل/فرحة منقوصة/ندم لم ينفع بشيء/ذكريات تذوي.. 

يجتمعون أخيراً، لمناداتك. تشخص رويداً رويداً لخيالاتهم، تراهم بعد توقٍ بوضوح.. وتذهب تاركاً آخر كوب شاي ساخن، ورماد سيجارة لم تنطفئ. 

كما يليق بنبي لم يُصبه الوحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق